الإخلاص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخلاص : هو تحرير قصد التقرب إلى الله من جميع الشوائب
وقيل : هو إفراد الله عز وجل بالقصد في الطاعات
وقيل هو نسيان رؤية الخلق بدوام النظر غلى الخالق
الإخلاص شرط لقبول العمل الصالح الموافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم
وكم من أعمال يتعب فيها الإنسان ويظن أنها خالصة لوجه الله ويكون فيها من المغرورين
قال يعقوب : المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته
وقال سفيان الثوري : بلغني أن العبد يعمل العمل سراً ن فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية , ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب يحمد عليه ’ فينسخ في العلانية فيثبت في الرياء .
وقد حرص السلف على إخفاء أعمالهم خوفاً على أنفسهم من الرياء وحتى تكون أعمالهم خالصة لله عز وجل .
فهذا التابعي الجليل أبو أيوب السخيتاني يحدث عنه حماد بن زيد فيقول : كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق فيلتفت فيتمخط ويقول : ما أشد الزكام!
فيظهر أنه مزكوم كي يخفي بكاءه
عن محمد بن واسع قال: لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع امراته على وسادة وقد بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به زوجته .
ولقد أدركت أقواماً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي بجانبه.
عن ابن عدي قال : صام داود بن أبي هنده أربعين سنة لا يعلم به أهله ’ وكان خرازاً يحمل معه غذاءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ة ويرجع عشياً فيفطر مع أهله .
وعن سفيان قال : اخبرتني امرأة الربيع بن خثيم أن عمله كله كان سراً حتى أنه كان يجيء إليه الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه.
وعن أبي حمزة الثمالي قال: كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق بها ويقول " صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل
فلما مات وجدوا على وهم يغسلونه آثار سود في ظهره فقالوا ما هذا ؟ قالوا كان يحمل جراب الدقيق على ظهره ليلاً فيعيطه فقراء المدينة .
فكان أهل المدينة يقولون ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.
وعن عبد الله بن المبارك قال: قيل لحمدون بن احمد : ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟ قال : لنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضا الرحمن ونحن نتكلم لعز النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق.
ما ذكرناه غيض من فيض وقصص السلف مع الإخلاص كثيرة جداً فهؤلاء قوم صدقوا مع الله فصاروا أئمة يقتدى بهم وخلد الله ذكرهم في قلوب العباد .
اللهم إنا نشهدك انا نحبهم فاحشرنا معهم
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل واجعل جميع أعمالنا خالصة لوجهك الكريم